أسطح الأحلام: فن تصميم الملاحق والجلسات وتنسيق الحدائق
​مقدمة:
في خضم الزحف العمراني وشح المساحات الخضراء، أصبحت أسطح المنازل والمباني كنزاً معمارياً مهماً يوفر فرصة فريدة لإنشاء واحات هادئة ومساحات معيشة إضافية. لم يعد السطح مجرد فضاء مهمل، بل تحوّل إلى "الطابق الخامس" الذي يمكن استغلاله بذكاء لإنشاء ملاحق، جلسات خارجية ساحرة، وحدائق غنّاء، تدمج بين الجمال، الوظيفة، والاستدامة البيئية.
​المحور الأول: ملاحق وجلسات الأسطح - توسعة ذكية للمنزل
​تعتبر الملاحق والجلسات المُصممة على الأسطح حلاً مثالياً لتلبية الحاجة إلى مساحات إضافية للاسترخاء والترفيه. ويتطلب تحويل السطح إلى مساحة معيشة قابلة للاستخدام عدة اعتبارات هندسية وتصميمية رئيسية:
​1. الاعتبارات الهندسية والسلامة أولاً:
​تقييم الحمولة الإنشائية: الخطوة الأهم هي استشارة مهندس إنشائي للتأكد من قدرة السطح على تحمل الأوزان الإضافية للملحق (بنائه)، والتربة، والنباتات، والأثاث، والماء (في حال وجود مسبح أو نافورة).
​العزل المائي والجذور: يجب تطبيق نظام عزل مائي عالي الجودة لضمان حماية المبنى من تسرب المياه، بالإضافة إلى طبقة حماية للجذور لمنعها من اختراق العزل في مناطق الزراعة.
​نظام الصرف الفعال: تصميم نظام تصريف متقن للمياه الزائدة (المطر والري) أمر حيوي لتفادي الرطوبة وتلف البنية التحتية.
​2. تصميم الجلسات والملاحق الوظيفية:
​تتنوع استخدامات جلسات وملاحق الأسطح بين:
​الجلسات المفتوحة (الروف توب): تستخدم للاسترخاء والاستمتاع بالإطلالة، وتُصمم عادةً بأرضيات خشبية أو حجرية، مع مظلات، أو برغولات توفر الظل.







​الملاحق المغلقة (الغرف): يمكن بناؤها لتكون مطبخاً خارجياً صغيراً، غرفة معيشة إضافية، صالة رياضية، أو حتى مكتب منزلي يتمتع بالهدوء والخصوصية.
​عناصر الديكور والإضاءة: استخدام الإضاءة الخافتة والمخفية ليلاً يضفي أجواء رومانسية ودافئة، بينما تساهم الجدران الخضراء والأسوار الخشبية في تحقيق الخصوصية والجمالية.
​المحور الثاني: تنسيق الحدائق فوق الأسطح - الواحة الخضراء العمودية
​يُعرف تنسيق الحدائق فوق الأسطح وهو فن يتطلب دمج عناصر تنسيق الحدائق التقليدية مع خصوصية البيئة العلوية.
​1. اختيار النباتات والتربة:
​النباتات المقاومة: يجب اختيار نباتات تتحمل الظروف المناخية القاسية على السطح، مثل أشعة الشمس المباشرة القوية والرياح. يُفضل اختيار نباتات ذات جذور سطحية ووزن خفيف، مثل الصبار، العصاريات، الأعشاب العطرية، وبعض الشجيرات الصغيرة.
​التربة خفيفة الوزن: لا يمكن استخدام التربة العادية التي تضيف حملاً كبيراً. يُنصح باللجوء إلى خليط تربة خفيف الوزن ومُعالج ومُخصب لتقليل الضغط على السطح.
2. تقنيات الزراعة المبتكرة:
​الزراعة في الأحواض: الحل الأمثل لزراعة الأسطح، حيث يتم استخدام أحواض وأصص بأشكال وأحجام مختلفة لتوزيع النباتات بشكل جمالي.
​الزراعة العمودية: استخدام الجدران لزراعة النباتات يحل مشكلة ضيق المساحة ويوفر منظراً طبيعياً خلاباً، كما يعمل كعازل طبيعي للحرارة.
​المسطحات الخضراء: يمكن استخدام العشب الصناعي عالي الجودة أو العشب الطبيعي الخفيف لإضفاء إحساس الحدائق التقليدية دون الإضافة الكبيرة للوزن.
​3. نظام الري الذكي:
​بسبب تعرض الأسطح للتبخر الشديد، يجب تركيب أنظمة ري أوتوماتيكية (كالري بالتنقيط) لضمان حصول النباتات على حاجتها من الماء بكفاءة عالية، مما يقلل من هدر المياه ويوفر الجهد.
​الخلاصة: استثمار في جودة الحياة
​إن تحويل السطح المهمل إلى ملحق أو جلسة مريحة محاطة بحديقة خضراء، هو استثمار حقيقي في جودة الحياة. هذه المساحات لا تضيف قيمة جمالية ومالية للمبنى فحسب، بل توفر ملاذاً صحياً للاسترخاء، وتعديل المناخ المحيط بالمنزل، وتحقيق الاتصال بالطبيعة، لتصبح الأسطح مساحات حيوية لا غنى عنها في التصميم المعماري الحديث.
​أسطح الأحلام: واحة فوق المدينة
​توقفت الأسطح عن كونها مساحات مهملة لتصبح "الطابق الخامس" للمنزل، تُستغل بذكاء لإنشاء ملاحق وجلسات خارجية وحدائق غنّاء. يتطلب هذا التحول الناجح تأميناً هندسياً صارماً (تقييم الحمولة، العزل المائي والصرف الفعال). تُصمم الجلسات بأرضيات خشبية ومظلات وإضاءة ساحرة، بينما تعتمد حدائق الأسطح على نباتات مقاومة وتربة خفيفة الوزن، مع تقنيات مبتكرة كالزراعة العمودية والري بالتنقيط.